إعداد وحدة الدراسات السياسية في مرصد مينا الإعلامي
أكدت مصادر مطلعة لمرصد مينا الإعلامي أن المعارضة السورية تعاني تخبطاً وخلافاً شديدين نتيجة عدم التنسيق في ما بين أطرافها، إضافة إلى تقديم ولاءاتها لدول إقليمية على المصلحة الوطنية بعد أن جرى التفاهم دولياً حول السلة الدستورية؛ وأرغم الجانبُ الروسي النظامَ على الدخول جدياً في عملية التفاوض حول هذه السلة المهمة جداً في مستقبل سوريا.
ممَّ تتكون لجنة السلة الدستورية؟
لفهم معركة السلة الدستورية وتخبط المعارضة ومكر النظام؛ يجب علينا فهم الآلية المتوافق عليها دولياً لإنجاز هذه السلة المفصلية التي يتكون أعضاؤها من (150) عضواً يتقاسمها النظام والمعارضة لكل طرف (75) عضواً يُضاف إليها فريق ثالث يطلق عليه اسم الثلث الحيادي؛ وتكون صلاحية تسميته لـ(دي مستورا) تحديداً لتحقيق التوازن في فريق الهيئة الدستورية؛ وهذا شرط أمريكي لا يمكن تخطيه.
يقدم النظام أسماء مرشحيه الـ(75) عن طريق روسيا وإيران حصرياً، منهم (50) مرشحاً عن طريق إيران و(25) عن طريق روسيا.
أما المعارضة فتقدم أسماء مرشحيها الـ(75) منهم (50) مرشحاً عن طريق تركيا حصرياً، و(25) عن طريق روسيا.
يقوم دي مستورا باختيار (15) عضواً من فريق من المعارضة و(15) عضواً من فريق النظام. بالنسبة إلى فريق المعارضة سيختار(10) أعضاء من الأسماء التي تقدمها تركيا و(5) من الأسماء التي ستقدمها روسيا.
أما بالنسبة إلى فريق النظام فسيختار كذلك (15) عضواً من مجموع الـ(75) على أن يكون (10) أعضاء من الأسماء التي تقدمها إيران و(5) من الأسماء التي ستقدمها روسيا.
في حين يختار دي مستورا فريقاً آخر يسميه بنفسه أُطلق عليه (الثلث الحيادي) ليشكل المبعوث الأممي من الأطراف الثلاثة المذكورة ما يُسمى بلجنة موقتة لدراسة دستور 2012 تكون مهمة الثلث الحيادي الخاص بدي مستورا التوفيق بين المعارضة والنظام؛ وغالباً ما سيضع مسودة الدستور -أو بصورة أكثر دقة- المحددات الدستورية التي يتفاوض عليها طرفا المعارضة والنظام.
من المفروض ألّا تطول مدة عمل هذه اللجنة أكثر من أربعة أشهر لإنجاز مهمتها للانتقال إلى الاستحقاق الأخير (سلة الانتخابات).
مكر النظام وغباء المعارضة
قام النظام بحركة مخادعة وخالف قواعد الاتفاق وقدم (50) مرشحاً من حصة إيران لدي مستورا وهذا ما لم يوافق عليه دي مستورا وروسيا.
هذه الحركة دفعت فريقاً من المعارضة كي يحذو حذو النظام ويحاول تقديم (50) مرشحاً مباشرة لدي مستورا.
ساهم هذا السلوك في زيادة الخلاف بين أطراف المعارضة وأغضب الأتراك؛ إذ طلب هذا الفريق من الائتلاف تفويضاً لتقديم أسماء المرشحين الـ(50) لكن الائتلاف رفض تلك الخطوة.
مهمة اللجنة الموقتة
الأسماء الـ(30) التي سيختارها دي مستورا إضافة إلى فريقه الخاص سيشكلون اللجنة الموقتة لدراسة دستور 2012 فإنْ كان تقرير هذه اللجنة يقول بصلاحيته فنحن أمام تعديلات فحسب؛ تتعلق بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية مع الإبقاء على النظام الرئاسي.
وأما إذا كان تقرير اللجنة يقول بعدم صلاحية دستور 2012 (وهذا مستبعد) فإننا أمام لجنة جديدة ستشكل من القوائم السابقة لإعداد دستور جديد للبلاد.
التفاهمات الدولية تقتضي ألا يقدم النظام أو المعارضة أسماء مرشحيهم مباشرة إلى دي مستورا وإنما عن طريق الدول الثلاثة الضامنة؛ ولما قام النظام بخطوته بتقديم بعض الأسماء إلى دي مستورا مباشرة؛ حاولت بعض أطراف المعارضة الموجودة في تركيا أن تفعل الأمر نفسه؛ ما تسبب في خلافات شديدة بين فرقائها وغضب تركي من هذه المحاولة التي تتهم دولة خليجية بأنها كانت وراء هذه الحركة.
الإخوة الأعداء في المعارضة
تقول مصادر مطلعة لمرصد مينا الإعلامي إن حصة الهيئة العليا للمفاوضات باتت تقترب كثيراً من الصفر في حين ستكون الحصة الأكبر للمرشحين الـ(50) الذين ستقدمهم تركيا لفريق آستانة وبعض من أعضاء الائتلاف إضافة إلى شخصيات أخرى تحظى بثقة تركية؛ وأما باقي فريق المعارضة المكون من (25) مرشحاً فستختارهم روسيا من فرقاء قدري جميل ورندا قسيس والشيخ الجربا وهيثم مناع.
نتيجة عدم التنسيق والولاءات الخارجية تشهد كواليس المعارضة صراعاً شديداً ومريراً في ما بينها على الأسماء المرشحة؛ فإنْ استمرت المعارضة في ممارسة هذا السلوك البائس فإن النظام مقبل على نصر جديد وكبير وهو الأهم في طريق التسوية السياسية، فهل ستتعظ المعارضة من فشلها السابق؟
نشك كثيراً في ذلك.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.