إعداد أحمد الرمح
مع بدء فترة ولاية دونالد ترامب رسميًا، تصاعدت المخاوف والتساؤلات في إيران حول سياساته المحتملة تجاه طهران.
وركزت الصحف الإيرانية اليوم على هذا الحدث البارز وتحليلاته المختلفة إلى جانب اتفاقية التعاون الشاملة بين إيران وروسيا، واللقاءات السرية مع تركيا، وتأثير التطورات على الأزمة السورية. ولقد عكست المقالات الصحفية حالة الجمود والتخوف التي تعاني منها السياسة الخارجية للنظام الإيراني وسط ضغوط دولية متزايدة.
فقد ناقشت صحيفة “هم ميهن” بدايةً فترة رئاسة ترامب تحت عنوان “بداية مختلفة”. وذكرت أن سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تغييرات عميقة في معادلات المنطقة، ما يستدعي من النظام الإيراني اتخاذ مواقف موحدة داخليًا لمواجهة التحديات القادمة.
أما صحيفة “ستاره صبح” فقد اختارت عنوان (ترامب جاء) للإشارة إلى المخاوف المتزايدة من عودة ترامب وتداعياتها المحتملة على إيران. وركز المقال على ضرورة استعداد إيران لمواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية المتوقعة. وفي مقال آخر، تناولت الصحيفة نفسها “توابع عودة ترامب”، حيث أشارت إلى تأثير هذه العودة على الاقتصاد الإيراني والسياسات الخارجية. ودعت إلى اتباع نهج دبلوماسي حكيم لتجنب أزمات جديدة.
ولقد بينت صحيفة “شرق” أن المتشددين في كلا البلدين يعوقون أي فرصة للتفاوض، مشيرة إلى أن غياب الحوار البناء قد يؤدي إلى تصعيد خطير. وفي مقال آخر بعنوان (في الظروف الراهنة، أفضل قرار هو بدء المفاوضات) شددت الصحيفة على أهمية بدء مفاوضات جديدة، معتبرة أن هذا الخيار هو الأكثر حكمة في ظل الظروف الحالية، لتفادي مزيد من التوترات.
أما صحيفة “اعتماد” فقد وصفت ترامب بـ”اللاعب غير المتوقع” في رقعة شطرنج الشرق الأوسط. وحذرت من اتخاذ قرارات متسرعة، مؤكدة على أهمية بناء الثقة بين إيران والغرب؛ حيث جاء المقال بعنوان (لعبة الضيف الجديد في البيت الأبيض على رقعة الشرق الأوسط).
كما تناولت الصحيفة في مقال آخر بعنوان (الجدار العالي لعدم الثقة) موضوع انعدام الثقة بين إيران وأمريكا، واعتبرت أن سنوات من العداء المتبادل ساهمت في هذا الانقسام العميق، داعية إلى مراجعة حثيثة للدبلوماسية الإيرانية.
وقدمت صحيفة “دنياي اقتصاد” وجهة نظر غير تقليدية مشيرةً إلى أن ترامب بشخصيته التجارية، قد يكون مهتمًا بإبرام اتفاقيات اقتصادية مع إيران. وكان عنون مقالها (لماذا يمكن التفاؤل بترامب الثاني؟)
وجاء في مقال آخر للصحيفة ذاتها تحت عنوان (الهدية الروسية/الإيرانية لتنصيب ترامب) فأشارت الصحيفة إلى الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا، ووصفتها بأنها “هدية سياسية” لترامب، قد تعزز موقف إيران في المنطقة.
واعتبرت “آرمان ملي” أن بداية فترة ترامب قد تمثل فرصة لإيران لإعادة ترتيب أوراقها الإقليمية وتعزيز موقعها من خلال مقال بعنوان (فرصة جيدة لإيران).
لكن صحيفة “آرمان امروز” تناولت موضوع اللقاءات السرية بين المسؤولين الإيرانيين والأتراك، معتبرة أنها محاولة من إيران لتعزيز علاقاتها الإقليمية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه هذه المحاولات. وجاء المقال بعنوان (ما وراء الكواليس في لقاءات إيران وتركيا).
بالوقت نفسه ناقشت صحيفة “رسالت” الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا، من خلال مقال بعنوان (ديناميكية جديدة في العلاقات الإيرانية الروسية) واعتبرتها خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل اعتماد إيران على الغرب وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وتناولت صحيفة “فرهيختغان” الوضع الإسرائيلي في مواجهة إيران، متسائلة عن مدى استفادة إسرائيل أو خسارتها من التطورات الأخيرة. فكان مقالها بعنوان (هل انتصر الكيان الصهيوني أم خسر؟).
وهكذا كشفت التطورات الأخيرة عن قلق النظام الإيراني الشديد من سياسات ترامب المحتملة. ومع عودته إلى السلطة، باتت معادلات المنطقة أكثر تعقيدًا بالنسبة لإيران مع تصاعد الضغوط الدولية. في المقابل تحاول إيران تعزيز علاقاتها مع روسيا وتركيا واستغلال الفرص الإقليمية المتاحة، إلا أن أزمة السياسة الخارجية للنظام الإيراني ما تزال قائمة وتحتاج إلى مراجعة جذرية.